ط¢ط®ط± ط§ظ„ط£ط®ط¨ط§ط±

يسقط الرئيس مبارك

الأربعاء، 30 يناير 2013


 
مر عامان على الثورة ومازال الرجل  عندما يذهب الى  أي تظاهرة يرفع  لافتته المكتوب عليها  بخط منمق وجميل :  يسقط الرئيس محمد حسني مبارك .
 رأيته أكثر من مرة في ميدان التحرير ، وفي ميدان مصطفى محمود حيث يتجمع المتظاهرون ، ويمشي معهم رافعا لافتته  الورقية  ، ويهتف معهم هتافهم ، بدون ملل أو كلل ، أراه في كل مرة وقد هذب شعره ، غير متخليا عن رابطة عنقه وان كانت غير محكمة الربط حول عنقه ،  تجاوز الستين من السنين  التي عاشها أو هكذا يبدو لي ، أقترب منه  وأحييه ، يبتسم في وجهي ، أعطه سجائر صاحبي  ، ولا يرفض ، أحدثه ، فلايسمع لي كلاما ويبتعد ، إلا هذه المرة ، أطفأ سيجارته ، كأنه أراد أن يكتفي بما يستنشقه من غازات مسيلة لدموع لا تدمع .
قلت له : لماذا هذه اليافطة وقد رحل الرئيس ؟
قال : ومن قال لك أنه رحل ؟
قلت : أنا الذي أقول ذلك
فقال : أنت لاتفهم  ،
غضبت ولم يهتم لغضبي .
 
أكمل كلامه وقال : الذي لاتعرفه أنه بسبعة  أرواح  ، عرفناه في المرة الأولى بإسمه الحقيقي ، وفي المرة الثانية  إرتدى الزي العسكري  وإن زاد طولا ، وفي المرة الثالثة  أطلق لحيته قليلا وإرتدى نظارة طبية لزوم التخفي والتنكر . إنه محمد الذي أعرفه جيدا ألم أقل لك أنك لاتفهم .
 
قلت له منصتا لصوت الهتاف  في الميدان : إنهم يهتفون بسقوط المرشد وليس بسقوط الرئيس
 إبتسم إبتسامة خفيفة علقت بوجهه فأزاحت ثنيات الجلد  ، وأخبرتنا عن وجه حليق .وقال : في الحكم الأول سلم أمره للعسكر ، لذا خرجت الجماهير تهتف بسقوط العسكر ، وفي الولاية  الثانية  لحكمه سلم ذقنه للمرشد ، فخرجت الجماهير تهتف بسقوط المرشد
كنت أمشي معه إذا مشى ، وأقف إذا وقف ، كان لايترك مكانا في الميدان  إلا وذهب إليه  ، لم تتعب يداه المرفوعة لأعلى لحظة ، وإذا أرادها أن تستريح فيده الأخرى موجودة وجاهزة لرفع اللافتة .
 
قال لي  ونحن نركن ظهرينا على السور الحديدي للجامعة الأمريكية  وقوفا : إذا كنت تريد أن تعرف إذا كان محمد حسني مبارك قد رحل أم مازال باقيا في الحكم ، أنظر في وجوه المعتصمين جيدا هل رأيتهم من قبل ؟
قلت دون تفكير لمعرفتي بهم : نعم  .
قال : متى ؟ 
قلت : في 25 يناير 2011
 قال : ألم أقل لك  أنه لم يرحل ، وإلا ماجاء هؤلاء إلى هنا .
 
قلت : ولكن الذي جاء إلى الحكم  كان يقف معنا هنا ، كان يقول نفس كلامنا  ،  يأكل مما نأكل ، ويشرب مما نشرب ، إنتظر .. وكنانصلي معه ، ويقول قال الله وقال الرسول .
 
قال الرجل : ألم أقل لك أنك لا تفهم  ، يابني هل ترتدي هذا الزي كل يوم ، كل يوم ؟ 
قلت : لا 
قال :  محمد  حسني مبارك يغير ملابسه كل يوم .
وعندما إبتعدنا عن مصدر الغاز المسيل للدموع  أشعل سيجارته وقال : سأسهل عليك الأمر ، الثعبان  هل يغير جلده ؟
قلت : نعم
 قال :  ولكنه يبقى كما هو ثعبانا ، وليس حيوانا آخر
كنت بلا لافتة  أرفعها لأعلى ، قلت : هل توافق أن تعطني لافتتك أرفعها بضع من الوقت .
قال مبتعدا عني بخطوات كثيرة : لا إبحث عن لافتة تليق بك .
وابتعد كثيرا عني وهو يهتف بصوته الجهوري : "يسقط  يسقط  حسني مبارك" .


Share this article :

0 التعليقات:

Speak up your mind

Tell us what you're thinking... !